المرضى المصابون بفشل القلب (قصور القلب الاحتقانى) غير المستقر، مرضى الذبحة الصدرية غير المستقرة، أو غير المستجيبة للعلاج، مرضى الجلطة القلبية الحديثة.. حالات الضيق الشديد أو القصور الشديد فى صمامات القلب.. الحمى الرئوية (الروماتيزمية) النشطة. الاضطرابات الخطيرة فى نظم كهرباء القلب، وكذلك خلال فترة الأسابيع التى تعقب عمليات جراحة القلب وأيضًا المرأة الحامل المريضة بالقلب؛ لأن الحمل عبء على القلب هم أشخاص قد ينصحهم الطبيب المعالج بعدم الصيام، أما مريض الذبحة الصدرية التى عادة ما تنتج عن ضيق فى الشرايين التاجية المغذّية لعضلة القلب قد يمكنه الصيام.
فإذا كانت أعراض المريض مستقرة بتناول العلاج الطبى ولا يشكو المريض من ألم صدرى أمكنه الصيام، بعد أن يراجع طبيبه للتأكد من إمكانية تغيير مواعيد تعاطى الدواء إلى الإفطار والسحور.. وهذا الامتناع عن الطعام فى الصيام يخفف العبء على القلب بنسبة 20% على الأقل حيث يقل المجهود الذى يقوم به القلب بانخفاض ضخ الدم ومن هنا يتقوى القلب تدريجياً بالصيام.. ولكن على مريض القلب مراعاة تنظيم الأدوية التى يتناولها بمساعدة طبيبه مع التقليل من الملح والمواد الدهنية عند الإفطار.
ويشير الدكتور حاتم غازى، أخصائى الحالات الحرجة وأمراض القلب إلى أن مرضى الذبحة الصدرية غير المستقرة، أو الذين يحتاجون لتناول حبوب النيتروجليسرين تحت اللسان بصورة متكررة أثناء النهار لا ينصحون بالصوم، وينبغى عليهم مراجعة الطبيب لتحديد خطة العلاج.
وكذلك مريض جلطة القلب الحادة التى تنشأ عن انسداد فى أحد شرايين القلب التاجية، وهذا ما يؤدى إلى أن تموت خلايا المنطقة المصابة من القلب، ولا ينصح مرضى الجلطة الحديثة، وخاصة فى الأسابيع الستة الأولى بعد الجلطة بالصيام، أما إذا تماثل المريض للشفاء، وعاد إلى حياته الطبيعية، فيمكنه حينئذ الصيام، شريطة تناوله الأدوية بانتظام واتباع الإرشادات الطبية الخاصة التغذية الصحية.
أما مريض فشل القلب (هبوط القلب الاحتقانى) ويشكو المريض عادة من ضيق النفس عند القيام بالجهد، وقد يحدث ضيق النفس أثناء الراحة، وينصح المصاب بفشل القلب الحاد بعدم الصيام، حيث يحتاج لتناول مدرَّات بولية وأدوية أخرى مقوية لعضلة القلب وكثيراً ما يحتاج إلى علاج فى المستشفى.. أما إذا تحسنت حالته واستقر وضعه، وكان لا يتناول سوى جرعات صغيرة من المدرات البولية فقد يمكنه الصيام.. أما بالنسبة لممارسة الرياضة فى نهار رمضان فرغم فوائد الرياضة بصفة عامة إلا أن ممارسة الرياضة أثناء الصيام خاصة فى هذا الجو الحار والرطوبة، تؤدى إلى فقدان كميات كبيرة من الماء والأملاح، وقد يلجأ البعض إلى تناول الأملاح وعدم شرب الماء أو التخفيف منه، وهذا الخطأ بعينه لأن الماء فى هذه الحالة أهم، وقد تصل كمية الماء المفقودة فى الأيام الحارة إلى 10% من وزن الجسم من خلال العرق قد تصبح مشكلة حقيقية تهدد حياة الإنسان، وفقد 3% من وزن الجسم من السوائل يؤدى إلى الإصابة بضربة شمس.
وعلى الرغم من أن ممارسة الرياضة قد تساعد على خفض الوزن إلا أنها فى حالة ممارستها بعيدًا عن جو مكيف ومخصص لذلك تسبب أخطارا على الصحة.. وعلى ذلك لا يستحب ممارسة الرياضة قبل الإفطار حتى لا تؤدى إلى زيادة اللزوجة فى الدم وفقد المياه والأملاح من الجسم، خاصة لمرضى الضغط والقلب والمرضى المصابين أو الذين لديهم قابلية لجلطات الوريد العميقة.
ويجب شرب كميات كبيرة من الماء والعصائر بعد الإفطار، حيث إن الماء لا يحتوى على سعرات حرارية، وبالتالى فإن شرب الماء خلال الفترة ما بين الإفطار والسحور لا يؤدى إلى السمنة بل يساعد على تحمل طول فترة الصيام وحرارة الجو القاتلة، وفقد الماء فى الجسم لا يشكل أى دور فى فقدان الدهون من الجسم، وبالتالى فإن فقد الماء عملية غير مرغوب فيها لمن يعتقدون أن فقد الماء يؤدى إلى التخسيس وفقد الدهون بل هى عملية خطيرة للذين يلجأون للتخسيس بارتداء ملابس ثقيلة، والجرى فى الجو الحار يعرضون أنفسهم لضربة شمس ومشاكل صحية أخرى، خاصة إذا كان هناك الشخص لديه استعداد، بالإصابة بتجلط الدم.
الكاتب: أمين صالح
المصدر: موقع اليوم السابع